القدر يسخر: بشار حر يجوب دمشق، وتميم حبيس قصره
في الوقت الذي استنجد فيه حاكم قطر تميم بن حمد آل ثاني، بالصديق التركي رجب طيب أردوغان لدعم القوات البرية على أراضيه، واستصدر البرلمان التركي قرراً بنشر قوات برية في قطر، للدفاع عن حليف حلم الخلافة العثمانية بأيادي أخوانية في المنطقة، يجوب بشار الأسد الذي دخل في حرب لحوالي 6 سنوات ضد مليارات الدولارات دفعت لمقاتلين محليين و أجانب في أرجاء سوق شعبية في دمشق بدون حراسته، وكأن القدر يسخر من تلك اللعبة على أراضي العرب.
قطر التي قادت بالأمس مجموعات مسلحة، وتنظيمات، وحركات معارضة، ووجهت العرب نحو البطش بهذا النظام الآثم، ونفت كل معلومة تفيد بأن هؤلاء الإرهابين مدعومين من الخارج بالمال و السلاح، وأنها حرب تقسيم لأراضي الشام، لا حرب تحرير من بطش ظالم، تقع اليوم فريسة لمقاطعة عربية كبرى كشفت للعالم مدى "خسة" حكامها، اللذين تأمروا على جيرانهم، وأخوانهم في العروبة من أجل هدم دولهم، وأن يصبحوا الدولة العربية العظمى، التي تحكم وتسيطر.
السؤال الأصعب .. هل خسرت سوريا اشقاءها العرب، أم خسر العرب قوة سوريا؟
سوريا بوابة الشمال، ثغر الأمة، ناقلة الحضارة، ملتقى الثقافات، فقدت كل عزيز عربي، ووقفت بدعوى حرب الطاغوت شريدة، حتى لم تجد دعماً سوى من جماعة حزب الله التي دعمتها قديماً لتحرير جنوب لبنان، والجولان لوحدة العدو الإسرائيلي، وقادها هذا الدعم لتقارب مع النظام الإيراني، ورسيا ثانياً بحكم ديمغرافية السياسية التي تستدعي وقف الدب الروسي حليفاً لكل من تعاديه الولايات المتحدة الامريكية.
متى يأتي اليوم الذي يفيق فيه العرب على صوت عاقل ينادي بإنهاء النزاع السوري، ودخول القوات العربية سوريا لتحريرها من جماعات القاعدة و داعش، وإنهاء جيوب المعارضة المسلحة المدعومة من الخارج، ورسم خريطة طريق سياسية تضمن وحدة وسلامة الأراضي السورية من التقسيم، والتشتيت، وإعادة إعمار ديارها المهدمة .. بدلاً من أن تساند دولاً عربية الولايات المتحدة في تدريب عناصر المعارضة للحفاظ على أجزاء للمساومة في الحل السياسي مع الدولة السورية في نهاية المطاف بعد ثبوت عجزهم عن انتزاع جذورها من أراضي الشام.
أما أن هذه الحرب ستنتهي برضوخ العرب لحقيقة أن سوريا أصبحت أمتداداً إيرانياً في حاشية العرب!!


