بعد رفض مصر سحب قواتها.. ترامب يأمر اسرائيل باحتلال غزة وفرض التهجير
أعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو تكليفه جيش الاحتلال بتنفيذ خطط عمليات من شأنها فرض حصار خانق على المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة عن طريق احتلال محاور السيطرة العسكرية القديمة مثل محور نتساريم وسط القطاع، ومحور ميراج بين خان يونس ورفح، ومحور فيلادلفيا جنوب رفح.
الخطة الاسرائيلية الفعَالة حالياً بعد عودة جناحي اليمين المتطرف للتحكم في مسار حكومة تل ابيب تقضي بدفع سكان غزة للهجرة عن طريق التجويع والضغط العسكري استغلالاً لدعم الإدارة الامريكية المفتوح للكيان بعد عودة ترامب للبيت الأبيض.
هذه التطورات تأتي في وقت كشفت فيه مصادر دبلوماسية عن رفض مصر طلباً امريكياً بسحب قواعدها العسكرية المستحدثة في سيناء مما يعني أن القدرات العسكرية المصرية اصبحت تشكل تهديداً واضحاً لأمن الكيان الصهيوني وخططه مما يستدعي تحركاً عسكرياً مضاداً للقضاء عليه او ازالة تهديده الاستراتيجي.
التحرك العسكري بدأته واشنطن بالتزامن مع تحرك قوات الاحتلال داخل غزة بعد وصول تعزيزات وامدادات عسكرية كبرى لقواعد واشنطن في الشرق الاوسط خلال الاسبوعين الماضيين، والتي ضمت طائرات اعتراضية ومقاتلات وقاذفات ثقيلة وذخائر قذف جوي.
ورغم ما يثار اعلامياً من أن التحركات الامريكية تهدف لإجبار ايران على التفاوض حول برنامجها النووي إلا ان القراءة الدقيقة للمناوشات بين مصر من جهة والكيان وواشنطن من جهة تؤكد أن اللهجة في تصاعد وأن خطة ترامب للتهجير بدأ تنفيذها بالفعل.
خطة ترامب للتهجير والتي تطلبت تعديل خطة الجنرالات التي فشلت في شمال قطاع غزة الى نموذج جديد يشمل كامل القطاع، ويضم محاور جديدة تفصل مناطقه المأهولة وتحصر سكانه في مناطق قتل وتصفية بدعوى وجود عناصر من حماس او المقاومة داخل تجمعاتهم مما يستدعي في النهاية خروجهم من تلك المناطق الى اماكن اخرى خارجه بالكامل.
الخطة التي يجري تنفيذها رفضتها مصر بشكل مباشر وعرضت اكثر من فكرة لاستئناف محادثات وقف اطلاق النار الا أن نتنياهو رفض جميع الافكار وطلب اطلاق سراح كامل الرهائن دون وقف دائم او انسحاب كامل لقواته.
مطالب نتنياهو لإطالة امد التفاوض لكسب الوقت لقواته على الارض وزيادة التجويع والضغط على سكان غزة اعتبرتها مصر تهديداً مباشراً لأمنها القومي حيث يواجه مئات الآلاف الجوع ولا يوجد مفر الا الحدود المصرية وهو ما حذرت منه القاهرة في بداية الاحداث ان ذلك يعني دخول المنطقة في دوامة حرب لا تنتهي.
الرفض المصري للتهجير وحشد القوات في سيناء وبناء القواعد في جهة، وخطة التهجير واعادة احتلال القطاع في جهة اخرى وكلاهما دون اتفاق جزري لضمان بقاء وحياة الشعب الفلسطيني في غزة سيؤديان الى نهاية واحدة وهي الصدام العسكري.
واشنطن واسرائيل بدأتا بالفعل تعزيز وضع القوات على الارض لبناء ما يشبه الخطوط الدفاعية داخل غزة عن طريق محاور التقسيم بداية من محور فيلادلفيا يليها محور ميراج يليها محور نتساريم حتى الان، وسيتم تفريغ رفح من سكانها خلال أيام لانشاء منطقة امنية كاملة موازية لرفح المصرية.
بحرياً عززت واشنطن توزيع حاملات الطائرات في محيط المياه الاقليمية المصرية، من الجنوب في البحر الاحمر بذريعة قصف الحوثيين وخلال ايام ستكون الحاملات المتحركة اعلامياً لمضيق هرمز في اقصى البحر المتوسط شمالاً امام المياه الاقليمية المصرية.
وفي دول الخليج تم رصد عشرات الشحنات الجوية التي وصلت للقواعد الامريكية، مع زيادة اعداد الطائرات طراز F16، F15، F35 ما يعني أن اللعبة على رقعة الشطرنج دخلت في المرحلة الأخيرة.
التحركات العسكرية الحالية ستفرض على مصر الصمت لحين اتمام ترامب خطة التهجير لتفوز اسرائيل بأراضٍ جديدة وتوسع اكبر في ارض خالية من المقاومة لتجهز مستقبلاً للخطوة القادمة في سيناء.
من جانبها كشفت تصريحات القيادة السياسية في مصر والتي تشدد بكلمات توحي بالترقب على موقف ثابت للشعب اسناداً لقواته المسلحة وما شهدته احتفالات العيد من وقفات نظمها الحزب السياسي الاكبر الداعم للحكومة تحت شعار رفض التهجيز ان الضغط على القاهرة بلغ الحلقوم.
ورغم الموقف المصري المنضبط حالياً الا أن دعم دول خليجية وعلى رأسها الإمارات لخطة التهجير، وصمت دول اخرى انتظاراً لما ستؤؤل إليه الاحداث يضع القاهرة في موقف لا تحسد عليه بعد غياب فرصة اي دعم عسكري من سوريا او العراق التي مزقتهما الحرب الامريكية بالوكالة.
تصنيف الخبر
شئون عسكرية



ليست هناك تعليقات: