اقتراح انشاء قوة عسكرية اسلامية على غرار الناتو تضم 100 الف جندي
تحالف عسكري اسلامي يحمي المصالح الاسلامية من الغطرسة الاسرائيلية
أثارت تصريحات وزير الدفاع الباكستاني خواجة احمد آصف بشأن تشكيل تحالف عسكري اسلامي على غرار حلف الناتو الغربي موجة من التساؤلات والنقاشات حول امكانية تنفيذ الفكرة والحاجة الماسة لمثل تلك القوة لردع التدخل العسكري الاسرائيلي ضد البلاد الاسلامية بدعم امريكي.
تصريحات آصف جاءت عقب استخدام الولايات المتحدة لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار لوقف اطلاق النار في غزة للمرة الثالثة على التوالي، رغم الاعتراف الأمريكي والدولي بتردي الأوضاع الانسانية في القطاع مع استمرار الحرب الاسرائيلية والمجاعة الممنهجة على سكانه.
يأتي هذا عقب الهجوم الإسرائيلي على وفض حركة حماس المفاوض في قطر، والذي جاء بضوء اخضر امريكي لوقف العملية التفاوضية واطالة امد الحرب خدمة للمصالح الاسرائيلية والامريكية في إفراغ القطاع من سكانه واعادة احتلاله لتنفيذ الصفقة العقارية واتاحة الفرصة لقناة بن جوريون لترى النور وتنافس قناة السويس المصرية.
النداء الباكستاني يزامن زخماً عسكرياً في شرق وغرب الوطن الاسلامي، فقبيل أيام وقعت باكستان اتفاقية دفاع عسكري مشتركة مع السعودية، وفي الوقت نفسه يزداد التعاون العسكري المصري التركي بمشاركة في التصنيع العسكري ومناورات برية وبحرية متوالية بين القوات.
الزخم العسكري بين الدول الاسلامية الكبرى يعبر عن حالة القلق التي تفرضها الأوضاع الحالية في المنطقة والعالم، والتي أظهرت الوجه الحقيقي لأمريكا التي ترى في اسرائيل ولاية امريكية متقدمة تدافع عنها بكل الوسائل المتاحة بل وتتيح لها كل الإمكانيات لتنفيذ اهدافها حتى لو كان الأمر على حساب "شركاء اقليمين" يدفعون المليارات.
الفكرة الباكستانية سبقها نداء مصري بضرورة وجود قوة عربية اسلامية مشتركة للردع، طالب بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القمة العربية الطارئة بالقاهرة التي تناولت الاوضاع في غزة واعادة الاعمار والاقتراح العربي لوقف اطلاق النار وحل الدولتيين، والتي لم تلق الاهتمام المطلوب حينها، لكن مع زيادة التوسع الاسرائيلي في كل الجبهات العربية أصبح التحالف العسكري هو الحل الأوحد للوقوف بوجه الولايات المتحدة وطفلتها المدللة.
افكار مقترحة للقوة العسكرية الاسلامية الجديدة
القوة العسكرية الاسلامية حسب تقارير محللين يجب أن توفر التكتل العسكري الكافي لتكون قوة تدخل سريع لردع الخطر الاسرائيلي والجماعات الارهابية الناشطة في اطراف العالم الاسلامي.
وبحسب الخبراء فإن القوة يجب أن تكون قوامها 100 الف جندي تضم قوات مشاة مجهزة ومدعمة، بالإضافة لقوة بحرية وقوة جوية وصاروخية يتم توزيعها في قواعد عسكرية على الاطراف الساخنة للعالم الاسلامي.
وشدد الخبراء أن اهم اسباب نجاح تلك القوة سيكون في أن تكون بعيدة عن الشئون الداخلية للدول الاسلامية، وأن يكون نطاق عملها محصوراً في تحييد الأخطار الخارجية عن الدول الأعضاء، وأن يكون تدخلها بقرار من منظمة التعاون الإسلامي أو مجلس تنفيذي من المنظمة لسرعة اتخاذ القرارات.
ولكن التقارير في الوقت ذاته تشير إلى تحديات كبيرة في وجه الفكرة، ابرزها تبعية بعض الدول الاسلامية للسيطرة الأمريكية رغم استباحة اسرائيل للبلدان التي تحميها قواعد امريكية، والتحدي الثاني هو عدالة توزيع تمويل القوات المشاركة والموارد التي تملكها دول اسلامية واخرى لا تملكها.
لكن يبرز في وسط الخلافات فكرة التحالفات الثنائية التي يمكن توسيعها بشكل كبير، فالتحالف السعودي الباكستاني يمكنه ضم تركيا و مصر بتفاهمات بسيطة بين تلك الدول.
وتظل فكرة الردع الاسلامي للخطر الاسرائيلي هي الحل الأمثل، حيث لن يكون بمقدور الولايات المتحدة مجابهة هذا القدر من الدول في آن واحد لحماية الفكرة الصهيونية التي تتغذى على حقوق وانسانية الشعب الفلسطيني الأعزل.



ليست هناك تعليقات: