بالميزان العسكري مصر ضد تركيا.. من ينتصر في ليبيا؟
تقرير / أحمد صالح
بعيداً عن الانحياز الوطني، فالمعركة العسكرية في ليبيا ستكون معركة قوية، اذا ما قُدر لها الحدوث، و ستكون عواقبها وخيمة على الطرفين، ولكنها المرحلة المتوقعة في حال استمرار التهديدات التركية بالتدخل على الأراضي الليبية ضد قوات الجيش الوطني الليبي.
و طبقا للتقديرات العسكرية المعلنة، فالميزان لا ينصف بشكل كبير أي من القوتين المصرية أو التركية، فالدولتان تتمتعان بنفس القوة البشرية المقاتلة تقريباً، و فارق تعداد الجيوش بالدولتين لا يتعدى 20 بالمائة لصالح مصر.
و تتباين القدرات العسكرية بين الدولتين في أفرع القوات المختلفة، فعلى سبيل المثال من حيث القوة الجوية فإن تركيا تمتلك 87 طائرة نقل جوي للإمداد، و 207 مقاتلة، و 207 طائرة هجومية، و 492 طائرة عمودية منها 94 طائرة هجومية.
بينما تمتلك مصر 59 طائرة نقل جوي للإمداد، و341 طائرة هجومية، و 211 مقاتلة، و 293 طائرة عمودية بينها 46 طائرة هجومية.. و في الإجمال تمتلك مصر 1092 طائرة مقابل 1067 لتركيا .. و قد دعمت مصر اسطولها الجوي بأحداث الطائرات الروسية طراز MIG-29، و الرافال الفرنسية ، وطائرات الهجوم العمودية الروسية.
و على الأرض، تمتلك مصر 2160 دبابة ميدان، و اكثر من 5700 عربة مصفحة، و 1000 مدفع ذاتي الدفع، و 2189 مدفع مقطور، و 1100 راجمة صواريخ..بينما تمتلك تركيا 3200 دبابة ميدان، و 9500 عربة مصفحة، و 1120 مدفع ذاتي الحركة، و 1272 مدفع مقطور، و 350 راجمة صواريخ.
وبحرياً، تمتلك تركيا 194 قطعة بحرية بالإجمال، بينها 16 فرقاطة، و 10 كورفت، و 12 غواصة، و 34 سفينة دورية، و 11 كاسحة ألغام، بينما تمتلك مصر مصر 319 قطعة بحرية بالإجمال، بينها حاملتي طائرات، و 9 فرقاطات، و 7 كورفت، و 4 غواصات، و 50 سفينة دورية، و 31 كاسحة الغام بحرية.
إلى هذا الحد قد يكون الميزان العسكري متقارب، و لا يضع الأفضلية المطلقة لأي من الدولتين في المعركة، حتى يتثنى لنا الحسم بقدرتها على التهديد المباشر بالحرب دون التفكير في العواقب.
لكن تظل هناك عوامل كثيرة تضع لمصر أفضلية بشكل كبير، و أول تلك العوامل يتمثل في قدرات مصر التعبوية الكبيرة - التي تم اختبارها أكثر من مرة مؤخراً نتيجة الوضع في الشرق الأوسط خاصة في سيناء - التي ترجح كفة مصر في اتخاذ الإجراءات بالوقت المناسب دون مفاجأة متوقعة من تركيا.
و العامل الثاني هو سرعة الانتشار و السيطرة في الميدان وتوفير الدعم اللوجيستي للقوات، و المعلوم بالضرورة أن مصر تربطها بدولة ليبيا الشقيقة حدود برية مترامية، على عكس تركيا التي لا تستطيع نقل قواتها إلى ليبيا إلا عن طريق البحر أو الجو.
و في حين تسيطر قوات الجيش الوطني الليبي على 90 بالمائة من الأراضي و الحدود الليبية فإن فرصة تركيا في نقل قواتها إلى داخل ليبيا ستكون ضعيفة، ولن تكون بالكم أو الكيف المناسب للدخول في معركة ضد الجيش المصري و الليبي معاً، بغض النظر عن سرعة تحرك قوات مصرية بحرياً و برياً لنصب الكمائن للقوات التركية المتجهة إلى الشواطيء الليبية.
كما أن قاعدة محمد نجيب العسكرية في المنطقة الغربية قرب الحدود الليبية، و ما بها من قوات برية و جوية ستوفران لمصر الكثير من القوة في مواجهة التحرك التركي الأول، لحين التعبئة الكاملة في اتجاه طرابلس.
و العامل الثالث، هو الدعم الدولي للقوى المتناحرة، و الفارق كبير في الساحة الدولية حالياً بين وضع مصر و تركيا، ففي حين تعارض أغلب الدول الاوروبية و الولايات المتحدة النهج التركي في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، تتمتع مصر بدعم كبير و تفهم لرؤيتها.. هذا عن الدعم السياسي للعملية.
ومن المعلوم أن الدول الكبرى مثل روسيا و الولايات المتحدة ستحاولان فرض تهدئة على الساحة، و لن يكون لهما دور عسكري يذكر، مع الاحتفاظ بوجهة نظر كل دولة التي تتماشى بشكل كبير مع الإرادة المصرية.
اما الدعم الفعلي فإن الدول العربية المتصلة بالشأن الليبي مثل الجزائر و تونس و السودان، ستكون على الحياد بأقل التقديرات، و هذا يعني منع القوات التركية من الانتفاع بأي من أوساطها لتوفير الدعم لقواتها.
وكذلك في شمال المتوسط حيث قبرص و اليونان اللتان تربطهما علاقات خصومة مع الحكومة التركية، واللتان ينتظر منهما إما تقديم الدعم بالرصد للقوات التركية، أو قد تتدخلان بالتعاون مع مصر لقطع الطريق على تركيا.
أما العامل الرابع، فهو الوضع الأقتصادي للدولتين، ففحين تعيش مصر فترة نقاهة من الكبوة الاقتصادية التي صاحبت فترة يناير 2011، وما تلاها، فإن تركيا تواجه أزمة اقتصادية كبيرة، و في حال وجدت مصر دعماً من دول عربية مثل السعودية و الإمارات ترغب في انهاء حكم الأخوان لليبيا، فإن الدعم المقدم لتركيا عبر قطر قد لا يكون بالقدر الكافي.
وبالنظر للصورة الاكبر، فرغم المتوقع من خسائر تلك الحرب، إلا أن عوامل المنطقة المحيطة بالساحة الليبية، قد تدعم اصحاب الأرض العربية في الدفاع عن حقوقهم، ولكن تظل الرغبة التركية في اشعال حرب بهذه الكيفية و تلك الخسائر المحتملة "رغبة إعلامية" أكثر منها "واقعية".. فالدولة التركية لا تستطيع تحمل نفقات حرب في أي مكان حاليا.
تصنيف الخبر
شئون عسكرية



ليست هناك تعليقات: