اخبار محلية

[مصريات][twocolumns]

اخبار الوطن العربي

[العرب][bsummary]

اخبار دولية

[العالم][bsummary]

اخبار اقتصادية

[اقتصاد][bleft]

مقالات و ملفات

[مقالات][twocolumns]

اللعبة الأمريكية في سوريا .. مصر و روسيا في خندق الموت

ترامب بوتين السيسي

مقال: أحمد صالح

"غريبٌ أمركم أيها الامريكان .. لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" .. 
في الوقت الذي يرى فيه المتابع ضباباً و لا منهجية، و تخبط  في السياسة الأمريكية و المنحى الذي تتخذه للتعامل مع القضايا المشتعلة في الوطن العربي، يدرك المتمعن أن الولايات المتحدة قررت اكمال مخطط الهدم بشكل أخر.

الولايات المتحدة الأمريكية، و بريطانيا حاولوا منذ عشرينيات القرن الماضي لتحويل المنطقة العربية إلى "دويلات" عرقية و طائفية، حتى لا تقوم قوة عربية بأي شكل، ويبقى التناحر و التخاصم في المصالح بين تلك الدول قائماً لاحتياجهم للموارد.

ومع فشل المخطط في 2015، وبدأ الدور المنهجي للدب الروسي لحماية مصالحه في المنطقة بالتدخل عسكرياً على الأرض العربية، و سياساً في المحافل الدولية، لايقاف المخطط لم يكن هناك بديل للإدارة الأمريكية الجديدة إلا تغيير الوجهة بالكامل.

قبل الحديث عن الوجهة الأمريكية الجديدة دعونا نرى اللاعبين الرئيسين في الإدارة الأمريكية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، و وزير خارجيته ريكس تيلرسون.

ترامب رجل الأعمال المتغطرس، الذي يحلم بالهيمنة الأمريكية في العالم، ويرى في أموال العرب دخلاً لا بأس به لعودة الولايات المتحدة التي تعثرت سنوات في الإنفاق العسكري في المنطقة.

تيلرسون رجل الأعمال الغير شريفة، الذي يرأس تكتلاً اقتصادياً لإدارة الأعمال مع الدول التي يوقع عليها عقوبات أمريكية مثل روسيا، و ايران و السودان، ويرى أيضاً بضرورة تكليف العرب فاتورة الانفاق الأمريكي.

الوجهة الأمريكية القديمة كانت تنظر للحرب في المنطقة كمدخول اقتصادي قوي عن طريق تجارة السلاح كهدف قريب، و على المدى البعيد تنفيذ الهدف الأسمى بتدمير المنطقة.

و اتخذت من منطقة الشام منطلق لعملية التفتيت العربي، لوجود قوى مثل العراق و سوريا يمكنها صد التقدم الغربي في المنطقة، ثم يأتي بعدها شمال أفريقيا، و منطقة الخليج ثالثاً، و أخيراً مصر.

وقد نجحت الإدارة الأمريكية في اخضاع العراق، وانتهى أمره ..
ولكن المخطط فشل في سوريا بشكل كبير لم يأكد بعد، لكن وجود قوى مثل روسيا، ومصر في اللعبة قد يحول دون تشرزم الكعكة السورية بشكل كبير.

وقد انتهت منطقة شمال أفريقيا، وانشغلت كل دولة بما يحاك ضدها من ارهاب، و سيطرة متنازع عليها، و خيانات سياسية، وتعاملات خارجية.

لم يبقي إلا الخليج، الدول الغنية التي تنام على آبار البترول، وكلما ضغطت أمريكا على النفط عالمياً، كلما تأثرت تلك الدول، وكلما أجبرت تلك الدول على الأنفاق لتحقيق أهدافها التي اقنعتها بها كل ما كانت نهايتها أقرب.

اذاً ما الوجهة، وكيف فكرت الولايات المتحدة وإدارتها في استكمال مخطط الهدم؟

القاعدة الأصولية تقول "ما لا يدرك كله، لا يترك كله" .. فإذا فشلت الإدارة الامريكية السابقة في توظيف الاموال العربية لإنهاء مخطط تقسيم سوريا، ولم يعد المستقبل لتجارة السلاح، فإن الأموال العربية يمكن الاستفادة بها في إدارة مخطط العقاب الخليجي الداخلي الذي نفذته قطر، وكذلك إعادة اعمار سوريا الذي ستنفذه شركات خارجية.

اذا لا عجب من فرض الولايات المتحدة لعقوبات على روسيا، فهي تحاول إجبار روسيا مستقبلاً على إخلاء ساحة اعادة اعمار سوريا للشركات الأوروبية التي ستدار بصفقة سرية من رجال أعمال السلطة الأمريكية.

ولا عجب من تناقض التصريحات بين ترامب و تيلرسون بشأن الأزمة القطرية، فكلاً منهما يتحدث بلسان من يدفع له.

لكن تبقى المعضلة كيف نوقظ أمريكا من غفوتها؟ كيف نوجه لها الصفعة؟

هل تملك الدول العربية قوة لإدارة عملية الصراع في الداخل السوري، وتوجيه الحرب لإنهاء داعش، وحل الأزمة الداخلية في سوريا سياسياً، وبأقل تكلفة.

هل تملك الدول العربية قوة داخلية على إعادة اعمار سوريا ومنع اهدار المليارات لأوروبا، وبالتبعية للولايات المتحدة.

هل تملك الدول العربية قوة عقاب داخلي لإنهاء العصيان القطري، دون الحاجة لضغط مدفوع الأجر من ترامب، وبالتنسيق الدولي على أعلى مستوى.

والإجابة .. نعم الدول العربية تملك قوة تسمى "مصر"

مصر تملك القدرة على التحاور في الداخل السوري، لأنها نظيفة اليد، ويمكن إنهاء الحرب السورية الداخلية، و إنهاء داعش عربياً.

مصر تملك القدرة لإعادة إعمار سوريا، و يمكننا النظر لحجم المشروعات المصرية في السنوات الثلاث الأخير، والغريب ان مصر كنت تصر على تنفيذ المشروعات بأيدي محلية.

مصر تملك التنسيق و الثقة مع الدب الروسي، و يمكنها إنهاء أزمة قطر في ساحات الأمم المتحدة بتقديم البراهين على دعم الدوحة للإرهاب، ومن هنا تخرج أمريكا من اللعبة.

لكن كيف و متى؟ .. لا أعلم

ليست هناك تعليقات: